كشف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأربعاء، عن ملامح البرنامج الاقتصادي متوسط المدى الذي أعدته حكومته للفترة المقبلة.
وقال أردوغان في كلمة ألقاها في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة: “تماشيا مع هدفنا المتمثل في جعل تركيا أقوى وأكثر أمانا وازدهارا، نقدم أول خريطة طريق اقتصادية لنا على المدى المتوسط”.
وقال إن بلاده تهدف إلى تحقيق التوازن خلال 3 سنوات من خلال النمو الاقتصادي الذي تقوده استثمارات القطاع الخاص ذات القيمة المضافة العالية بمعدل متوسط 4.5%، وأكد أن صادرات السلع والخدمات سترتفع إلى مستويات تاريخية.
مكافحة التضخم وإزالة آثار الزلزال
وأوضح أردوغان أن أولوية بلاده هي “إصلاح الدمار الذي خلفه الزلزال، وزيادة فرص العمل مع نمو اقتصادي متوازن، وخفض التضخم إلى خانة الآحاد، وتحسين توزيع الدخل”.
وأكد الرئيس التركي أنهم خصصوا في العام الأول من البرنامج كافة الموارد لإعادة إعمار وتنشيط مناطق الزلزال، مشيراً إلى أنهم سيخصصون في عام 2024 تريليون ليرة تركية (37.2 مليار دولار) لمنطقة الزلزال.
وقال: “بنهاية فترة البرنامج سيتم استخدام نحو 3 تريليون ليرة كموارد للمناطق الزلزالية”.
وقال أيضًا: “سنخفض التضخم إلى رقم الآحاد، مدعومًا بسياسة نقدية متشددة وتحسن في رصيد الحساب الجاري”.
وأضاف: «سنزيل موضوع التضخم من جدول أعمال بلادنا من خلال السياسات التي سننفذها في البرنامج الاقتصادي متوسط المدى ، سنخفضه مرة أخرى إلى خانة الآحاد، بدعم من سياسة نقدية متشددة وتحسن في الحساب الجاري».
أعرب الرئيس التركي عن دعمه لقرار فريقه الاقتصادي الجديد برفع أسعار الفائدة بشكل كبير لمكافحة التضخم الجامح فيما اعتبر تغييرا كبيرا في سياسته المالية، في حين يقول الاقتصاديون السائدون إن أسعار الفائدة المرتفعة تساعد على خفض الأسعار عن طريق خفض الطلب وزيادة ممارسة الأعمال التجارية.
التشغيل ودعم النمو الاقتصادي
وأوضح أن بلاده تهدف من خلال هذا البرنامج إلى زيادة فرص العمل لإجمالي 2.7 مليون شخص سنويا، مع خفض معدل البطالة.
وأعرب عن أمله في أن تصبح تركيا بنهاية فترة البرنامج دولة ذات دخل مرتفع يتجاوز حجمها الاقتصادي 1.3 تريليون دولار لأول مرة في تاريخها، ويصل دخل الفرد فيها إلى 14855 دولارًا.
وتابع الرئيس التركي: “سنراجع المشاريع الاستثمارية العامة ونعطي الأولوية لتلك التي يمكن دمجها سريعا في الاقتصاد”، مبينا أن حكومته ستعمل على خفض عجز الموازنة إلى أقل من 3% بنهاية الفترة تماشيا مع معايير الاتحاد الأوروبي.
وشدد على أن هدف بلاده هو جذب الاستثمار المباشر إلى البلاد، وقال إن حكومته ستتخذ الإجراءات اللازمة لإنشاء نظام ضريبي صديق للمستثمر وبسيط وواضح وعادل في القوانين الضريبية الرئيسية.
وتابع: «سنضمن تخصيص الموارد للمجالات ذات الأولوية من خلال القضاء على برامج الإنفاق غير الفعالة وإجراء مراجعات دورية للإنفاق الحكومي»، مشيراً إلى أن ذلك سيحقق زيادة نمو الإنتاجية المتوقعة من خلال استثمار القطاع الخاص والإصلاحات الهيكلية.
كما أكد أردوغان أن بلاده ستكثف جهودها لتحديث اتفاقية الاتحاد الجمركي لإضافة بعد جديد لتجارتها مع الاتحاد الأوروبي.
اقرأ أيضا: تنخفض وول ستريت مع ارتفاع عوائد سندات الخزانة وارتفاع أسعار النفط
المجالات الرئيسية
وأوضح أردوغان أن الحكومة حددت خطوات الإصلاح ذات الأولوية في 7 مجالات رئيسية:
- النمو والتجارة
- الأسعار والاستقرار المالي
- رأس المال البشري والتوظيف
- التحول الأخضر والرقمي
- ادارة الكوارث
- المالية العامة
- بيئة الأعمال والاستثمار.
وقال الرئيس التركي: “لن نتخلى عن النمو الاقتصادي خلال فترة البرنامج وسنعمل على ضمان نمو صحي وعالي الجودة من خلال فتح الطريق أمام الاستثمارات ذات القيمة المضافة العالية وتسهيل تمويلها”.